مخاطر عدة يواجهها الصحفيون السوريون خلال عملهم
IJNET – علي الابراهيم
تتزايد المخاطر التي يواجهها الصحفيون السوريون في الداخل السوري، كما يتعرض مئات الصحفيين في كل عام للاعتداء والتهديد والمضايقة بشتى أنواعها، بينما يستهدف الكثيرون بالمراقبة والتعقب، أو التنصت على اتصالاتهم وتواصلهم عبر الإنترنت.
ويتعرّض الصحفيون السوريون، لأنواعٍ كثيرة من المخاطر؛ أبرزها التهديدات التي ترافقهم من قصف وخطف وقتل، فضلًا عن المخاطر الرقمية المتمثلة بمراقبة المحتويات المتداولة ووسائل الاتصال المستخدمة من قبل الصحفيين.
وبحسب 10 صحفيين وصحفيات، ما زالوا متواجدين في دمشق، فإنه المستحيل على الصحفيين المستقلين العمل في بعض المناطق، حيث أكدوا أنه “لا يمكن أبداً لأي صحفي مستقل أن يستخدم كاميرا في الشارع أو يستخدم الهاتف الخلوي لتوثيق ما يحدث”.
لكن في مناطق أخرى خارج دمشق، يتمتع الصحفيون بأكبر قدر من الحرية في العمل من ناحية الرقابة والتقيد مع وجود عوائق في الأوقات مثل التنقل وصعوبات استخدام تقنيات متقدمة في التصوير، إلا أن الخطر الأكبر بحسب ما ذكر غالبيتهم هو التهديد المتواصل للقصف وأشكال أخرى من الهجمات.
ويقول عامر الموهباني وهو مصور صحفي يعمل مع وكالة أنباء عالمية على تغطية الأخبار والتقارير من غوطة دمشق إن أبرز الصعوبات التي يواجهها الصحفيون في العمل هي “الغارات الجوية والقصف اليومي الذي تتعرض له المنطقة، ما يضع الصحفي أمام الموت مباشرة.
أما المناطق التي تسيطر عليها الجماعات الارهابية، مثل تنظيم داعش، فهي خطرة جداً، فقد تعرض صحفيون سوريون وأجانب بصفة مستمرة للاختطاف والمعاملة القاسية والقتل.
ويتفق مختصون في مجال الأمن الرقمي على أن دراية الصحفيين السوريين بأسس وطرائق حماية المعلومات هي، بشكلٍ عام، ضعيفة؛ نظرًا إلى عدم وجود منهج علمي يؤسّس لهذه المعرفة، رغم احتكاكهم بالطرائق المحمية لنقل الأخبار والتقارير الصحفية.من جانبه، يرى رضوان الحمصي وهو ناشط إعلامي يعمل شمال سوريا، أن المستوى المعرفي لحماية المعلومات، لا سيما بين الناشطين الصحفيين ضعيف جداً ويعانون من صعوبات عدة في الحفاظ على المعلومات من التلف أو الضياع، اضافة لصعوبة الحفاظ على سريتها، كما تتعرّض معظم حسابات الناشطين والصحفيين لاختراق حسابات التواصل الاجتماعي.
إن استخدام الصحفيين للشبكات الاجتماعية وتقنيات الاتصال يمكن أن يعرّضهم ومصادرهم للخطر، وبخاصة إذا كانوا لا يعرفون كيفية التعامل الصحيح معها. ويؤكد هادي الخطيب المختص في تقديم برامجَ وورش عمل تدريبية خاصة للصحفيين السوريين؛ والخاصة برفع كفاءتهم، في مجال أمن المعلومات، أن هناك عدة خطوات يجب القيام بها للحد من الخطر السيبراني cyber security ويأتي في مقدمتها حماية الحاسوب من البرمجيات الخبيثة ومن المخترقين، عن طريق استخدام مضادات البرمجيات الخبيثة. إضافة لوضع كلمات سر قوية وحفظها واستخدام التحقق بخطوتين عند توافرها.
ويضيف أنه من المهم جداً حِفظُ سِرِّية البيانات الحسّاسة عن طريق تشفيرها باستخدام أدوات مثل فيرا كريبت واخفاء البيانات الحساسة أو تدميرها عند عدم الحاجة اليها، كذلك أهم شي إخفاء المعلومات الشخصية من مواقع التواصل الاجتماعي، والحفاظ على المجهولية وتجاوز الرقابة على الإنترنت عن طريق استخدام أدوات مثل متصفح تور، وتأمين الهَوَاتف الذكية بأقصى قدرٍ ممْكن من الأمان.
من جهته،يعزو الصحفي السوري أيمن محمد، عدم قدرة الصحفيين في الداخل السوري على حماية أنفسهم لأسباب عدة من بينها أن المؤسسات التي تعنى بتدريب الصحفيين والناشطين من الورشات التي تقدم للصحفيين تتاح للمقيمين خارج سورية وخاصة في دول الجوار واللجوء، فيما لم يستفد المقيمون داخل سوريا منها إلا بالحدود الدنيا، ما يعني بقاء الصحفيين في الداخل السوري في دائرة المخاطر والتهديد الأمني.
ملاحظة: هذه المادة نشرت ضمن برنامج الشراكة لمركز التوجيه التابع لشبكة الصحفيين الدوليين| ICFJ والتي تشارك فيه وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية- سراج