لمحرري غرفة الأخبار: 4 قواعد لإنتقاء الاخبار في الوسيلة الإعلامية
IJNET: عادة ما يجد الصحفي الذي وصل توّاً للعمل في غرفة الأخبار نفسه أمام العديد من التساؤلات حول ما يجب أن يُنشر وما لا يجب أن يثير اهتمامه، وربما يدور بينه وبين زملائه نقاشاً يومياً حول عملية “انتقاء الأخبار”، يحسمها في النهاية الأكثر تمرّساً أو رئيس غرفة الأخبار نفسه، وهذا الأخير لا يرجح خبراً على آخر بناءً على “ذوق شخصي” بل بناءً على مجموعة من القواعد تشكل أساس العمل في أي غرفة أخبار لوسيلة إعلامية.
إهتم المدرب في مجال الإعلام والاتصال ياسر عبد العزيز بتوضيح أسس عملية “انتقاء الأخبار” (أي اختيار وتقديم ما يناسب الجمهور واستبعاد ما يقع خارج دائرة اهتمامه) في الدليل الذي ألفه بعنوان “دليل الإرشادات التحريرية للصحفيين المصريين”، وأصدره النادي الإعلامي DMC بالمعهد الدنماركي المصري للحوار، وتم إطلاقه في السادس والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر من العام 2015 في حفل أقيم بأحد الفنادق الكبرى بالقاهرة، وحصلت محررة شبكة الصحفيين الدوليين على نسخة مطبوعة منه.
يتضمن بجانب عملية إنتقاء الأخبار، عرضاً للمعايير الدولية للجودة في العمل الصحفي الإخباري، ومصادر الأخبار، وبناء القصة الخبرية ومهارات الصياغة، بالإضافة إلى شرح للأخطاء الشائعة المتمثلة في الأنماط المختلفة للانحياز في الأخبار.
بدايةً يشير المؤلف إلى وجود تعريفات عديدة للأخبار منها مثلاً: “الأخبار هي كل ما هو آني، ومهم وله تأثير في حياتنا”، أو إن الخبر هو “المعلومة التي قد تحذر الجمهور من خطر ما أو تضيف لثقافته، لكنها بالضرورة تساعده على إتخاذ قرار ما”، لكن – وفق المؤلف – “الوقائع غير التقليدية” كثيراً ما تصنع الأخبار سواءً كانت “مهمة أو تافهة” بهدف التسلية والترفيه.
هناك العديد من الصحفيين من أجل تحقيق “غاية الجذب” قد يبحثون عن قصص صحفية تتضمن بعض من عناصر يستخدمها كتّاب الروايات والقصص الإنسانية، مثل: الدرامية، وبها مشاعر حزن أو فرح، تجسد النزاعات بين الأفراد أو جماعات أو دول، أو تتحدث عن شخصيات “كاريزمية” مثل القادة والمشاهير، إلا أن عملية الإنتقاء تبدأ من نقطة أبعد من هذا، من معرفة وتشخيص الجمهور المستهدف بمعرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات عنه، واحتياجاته، والأسئلة التي يرغب في معرفة إجاباتها، ثم تحديد أولويات الجمهور، من ثم تأتي عملية تحديد “نطاق التغطية”.
العناصر الأربعة الأساسية في عملية “انتقاء الأخبار”
بعد تحديد نطاق التغطية ومعرفة الجمهور جيداً، تأتي عملية “انتقاء الأخبار”، ويشير الدليل إلى أن المدرسة البريطانية في الصحافة طورت مفهوم انتقاء الأخبار عن المدرسة الأمريكية، ليصبح في شكل معادلة من ثلاثة عناصر، هي: التغيير، التأثير، التقارب، وأضاف اليها المؤلف عنصر “التسلية”.
إذن الصحفي الذي بدأ العمل لتوه في “غرفة الأخبار” عليه أن يضع يده على تعريف دقيق لكل من هذه العناصر، لكي يتمكن من تلقاء نفسه بمعرفة الأخبار التي تنال اهتمام جمهور وسيلته الإعلامية، ليس هذا فقط، فالمؤلف يشير إلى أن “بقدر ما تتمكن من قياس قوة هذه العناصر- المشار اليها مسبقاً – في أي حدث بقدر ما ستتعرف إلى مناطق القوة التي يمكن أن تجعل منه قصة خبرية”.
1- التغيير، أي إخبار الجمهور بما هو جديد، سواءً حدث الآن، أو أمراً قد حدث أو تغير حصل في الماضي ولم يُعلن عنه إلا الآن، وهنا لاحظ أن “القصص الخبرية الأكثر إثارة هي التي تحتوي على الشعور بالالحاح، وبالتالي تتميز بسرعة الإنتشار” بالتالي من يتلقاها سيستفيد منها على الفور وقد تغير من سلوكه وخططه المستقبلية.
2- التأثير، ويختص هذا العنصر على “التأثير في المصالح المادية الملموسة لقطاع من الجمهور” سواء كان هذا التأثير مباشراً مثل القصص المتعلقة بالحياة والموت و”لقمة العيش”، وأحوال السكان والخدمات، أو تأثير غير مباشر؛ وهنا يحتاج الجمهور المتلقي إلى “أكثر من مجرد نقل الخبر أو المعلومة، إذ يحتاج إلى أن يتضمن الخبر شرحاً وتحليلاً.
3- التقارب، إلى أي مدى يقدّر قرب الحدث من المتلقي، فوسائل الإعلام تفضل التعامل مع الأخبار التي تتعلق بأمور “تقترب من الجمهور المتلقي للأخبار، سواء كان هذا التقارب جغرافياً أو إجتماعياً”، و “إجتماعياً” تعني الروابط التي تنشأ من خلال التواصل أو التاريخ أو الثقافة المشتركة أو الدين المشترك.
4- التسلية، وفقاً للمؤلف: “كلما تعرضت لموقف اختيار بين قصص خبرية محتملة، عليك أن تسأل نفسك”:
– ما حجم التغيير؟
– ما درجة التأثير في المصالح المادية الملموسة لجمهور المتلقين؟
– ما درجة القرب الجغرافي أو الاجتماعي مع جمهور المتلقين؟
– ما درجة التسلية وتلبية الفضول لقطاعات من الجمهور؟
وبعد تقدير “درجة التقدير، ومستوى التأثير، ومدى التقارب مع الجمهور والقدرة على تسليته”، يمكن للصحفي تقدير أهمية الموضوع، ومن ثم معرفة الجزء الأكثر أهمية في الخبر، لإبرازه، وتوضيح الزوايا الأكثر دلالة.
يسمي الصحفيون تلك الزوايا الأكثر أهمية في الخبر باسم “الخط الرئيسي”، ووظيفته أن يوضح للجمهور “ماذا حدث، وماذا يعني ذلك بالنسبة إليه”، ولكي تتمكن كصحفي من جذب الجمهور لقصتك الخبرية، استمع إلى نصيحة المؤلف بأن “تحاول جاهداً بأن يتضمن السطر الأول من قصتك الإجابة عن السؤال التالي”، ما تأثير ذلك في الجمهور المستهدف؟.
يرجى ملاحظة أن هذا الدليل حتى الآن لم يتح بشكل الكتروني، لكن النادي الإعلامي يقيم عدة دورات للتدريب على هذا الدليل بحضور المؤلف ياسر عبد العزيز، ويمكن متابعة أخبار الورش والدورات والتدريبات التي تُقام على استخدام الدليل عبر صفحة النادي على فيس بوك، هنا.