الموقع قيد التطوير

Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit

للصحافيين الاستقصائيين: هكذا تحفظ وتنظّم وثائق تحقيقك

أحمد حاج حمدو سراج – حدث مرّةَ واحدة خلال عملي بالصحافة الاستقصائية، أن فقدتُ وثائق التحقيق، وبالتأكيد هذا الخطأ من الأخطاء التي يجب ألّا تتكرّر، ومن […]

اشترك بالنشرة الشهرية

أحمد حاج حمدو

سراج – حدث مرّةَ واحدة خلال عملي بالصحافة الاستقصائية، أن فقدتُ وثائق التحقيق، وبالتأكيد هذا الخطأ من الأخطاء التي يجب ألّا تتكرّر، ومن الأفضل ألّا تحدث إطلاقاً، لأن فقدان الوثائق يعني فقدان القصة، وفقدان تعب الصحافي، ووضع نفسه في موقفٍ محرج أمام المؤسّسة التي يتعامل معها، ولا سيما مع وجود وثائق لا يمكن الحصول عليها إلّا مرّة واحدة.

عندما كنتُ في السنة الثالثة في كلية الإعلام بجامعة دمشق، كنتُ أعمل في قسم التحقيقات لوسيلة إعلام محلية، وكنتُ حينها قد اقترحت على مدير التحرير قصّة استقصائية مثيرة، وحصلتُ على الموافقة عليها، وبعد شهرٍ ونصف من العمل، وقبل اعتزامي البدء بكتابة المسودّة بشكلها النهائي، توقّف حاسوبي المحمول الذي كنتُ اضع وثائقي على ذاكرته، لم يكن هناك سبباً محدّداً لهذا التوقّف وإنما توقّف دون سابق إنذار، حاولت تشغيله بشتّى الطرق لكن جميع المبرمجين اتفقوا على أن الحاسوب يجب أن يتم عمل “فورمات” له، ما يعني فقدان جميع المعلومات الموجودة عليه.

اضطررتُ بعد أسبوعين من المحاولات البائسة للاستسلام للأمر وقمت بإعادة تشغيله بعد أن خسرت جميع المعلومات التي كانت عليه.

منصّات التخزين

ثمّة على الانترنت عشرات المواقع الخاصة بالتخزين، والتي تقوم بتخزين وأرشفة الوثائق وتسجيلات الصوت والفيديو والصور والملفات بطريقة آمنة.

ومن أبرز هذه المواقع، موقع “غوغل درايف” الذي يرتبط بالبريد الالكتروني الشخص أو بريد العمل، ويُعتبر من أأمن وأفضل المواقع الخاصة بأرشفة وثائق التحقيقات الاستقصائية.

ويرتبط “غوغل درايف” بالبريد الالكتروني بشكل مباشر، وبالتالي فإن أمان البريد ذاته يعني أمان وثائق التحقيق، وفقدان البريد يعني فقدان التحقيق.

ولكي نضمن أمان البريد الالكتروني، يتم اللجوء غالباً إلى تقنية “التحقّق بخطوتين” والتي تقوم على ربط البريد الالكتروني برقم الهاتف الشخصي المُستخدم، إضافةً إلى ربطه ببريد آخر موثوق، فضلاً عن استخدام كلمات سر طويلة ومعقّدة يصعب تخمينها.

إن استخدام كلمة سر معقّدة، إضافة إلى اعتماد عملية “التحقق بخطوتين” يجعل قابلية اختراق حسابكم شبه مستحيلة، إلا إذا استطاع المخترق الحصول على كلمة السر الخاصة بكم بالإضافة إلى الاستحواذ على هاتفكم الجوال، وهذا أمر نادر الحدوث.

بعد تأمين البريد الالكتروني، يمكنك الآن استخدام “غوغل درايف” بشكلٍ آمن، عبر إنشاء ملف باسم التحقيق، وإنشاء عشرات الملفّات داخله حول هذا التحقيق، سواء فيما يخص فرز الحالات والشخصيات وفرز المتسبّبين وفرز عناصر الملتيميدا بطريقة تفاعلية.

ومن مميّزات “غوغل درايف” أنّه يتيح المشاركة مع الزميل الذي يعمل معك على التحقيق، أو المحرّر المشرف عليه، وإمكانية الإضافة والتعديل.

نظّم الملفات

يتيح تخزين الملفّات والوثائق على “غوغل درايف” الأمان، لكنّه لا يتيح تنظيم هذه الملفّات إذا لم يقم الصحفي بذلك، فخلال عملي مع صحافيين على تحقيقاتهم، لاحظت أن الكثير منهم يقوم بإنشاء الملف ويضع داخله كل ما لديه من وثائق بشكلٍ عشوائي، ويستمر في تحميل الوثائق على هذا الملف، حتى يصل إلى نهاية التحقيق، ويجد نفسه أمام عشرات، وفي بعض الأحيان مئات الوثائق والصور والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو والملفات المكتوبة والملاحظات، وفي هذه اللحظة يتمنّى الصحافي لو أنّه قام بتنظيمها ليتمكّن من استخدامها في كتابة مسوّدة تحقيقه.

وللهروب من هذه المشكلة، يلجأ الصحافيين الاستقصائيين إلى فتح الكثير من الملفّات داخل ملف التحقيق الأساسي، حيث يتم فتح ملف خاص لكل حالة أو شخصية تم مقابلتها في التحقيق، ويتم فتح ثلاث ملفّات لهذه المقابلة، يحتوي الأول على تسجيلات الفيديو والتسجيلات الصوتية، والثاني للوثائق التي قدّمها والثالث لكتابة معلومات اللقاء ومحتواه وملاحظات الصحافي عليه، وينطبق هذا الأمر على جميع المقابلات والوثائق والمعلومات التي يتم جمعها.

لكن هذه الخطوة لا تكفي وحدها، إذ لا بدَّ من جمع كل هذه العناصر في مكانٍ واحد، بحيث يكون هذا المكان هو المرجع الرئيسي خلال كتابة مسوّدة التحقيق، وفي هذا الإطار يستخدم الصحافيين الاستقصائيين، ملف “إكسل” يُسمّى “ماستر فايل”، وهذا الملف يتم تقسيمه إلى ٤ جداول، الأول فيه اسم الشخصية التي حصلنا عليها من المعلومات أو “المصدر” والثاني فيه محتوى تصريحات هذه الشخصية أو المحتوى المكتوب على الوثيق في حال كان المصدر وثيقة، والثالث يُوضع عليه تاريخ الحصول عليها، والرابع يُسمّى “ملاحظات” ويكون مكاناً حرّاً للصحافي ليدوّن عليه ملاحظاته إزاء كل مقابلة أو وثيقة.

قد تبدو طريقة التنظيم هذه مجهدة خلال العمل على التحقيق، غير أنّها تساعد الصحفي على الإلمام بكل تفاصيل قصّته من حيث التواريخ والملاحظات الدقيقة، كما أنّه تضمن له ألّا يُغفل أي فكرة مهما كانت بسيطة، وتتيح له فضلاً عن ذلك إجراء قراءة سريعة لما لديه من معلومات ووثائق قبل البدء فعلياً بالصياغة.

وأخيراً، لجأ الصحافيين الاستقصائيين مؤخّراً، إلى استخدام أسلوب “التحرير المباشر”، أي أن يبدأ الصحافي بكتابة مسودة تحقيقه مباشرةً بعد كل مقابلة أو معلومة يحصل عليها، وفقاً لما يُعرف بتقنية “حقّق وحرّر”، ومن فوائدها أنّها تدفع الصحافي إلى تحرير كل معلومة وهي طازجة مباشرةً، بدلاً من الانتظار لعدّة أشهر ليقوم بتحريرها.

للتواصل مع الكاتب: انقر هنا

 

اترك تعليقًا

التسجيل غير مطلوب



بقيامك بالتعليق فإنك تقبل سياسة الخصوصية

لا يوجد تعليقات