كاشفة فضيحة “كامبريدج أناليتكا” تخاطب ملتقى أريج السنوي
عمان، 18 تشرين ثاني/ أكتوبر 2019 – يشهد ملتقى أريج الثاني عشر كلمة رئيسة للصحافية البريطانية كارول كادولادر؛ التي كشفت ما تسمّى بفضيحة “كامبريدج أناليتيكا” حول التأثير على الانتخابات السياسية من خلال انتهاك خصوصية مستخدمي منصّة فيسبوك.
ويشارك في هذا الملتقى السنوي – الذي ينطلق مساء الجمعة بعنوان: “الإعلام في زمن التطرف”- أزيد من 500 إعلامي عربي وخبراء أجانب، لتبادل الخبرات وأحدث أدوات تطوير صحافة العمق من أجل منفعة المجتمعات العربية، في إحدى أخطر بقاع العالم، لجهة حرية الرأي والتعبير.
ويعقد على هامش الملتقى – الذي تنظمه شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج) على مدى ثلاثة أيام- أزيد من 40 جلسة تدريب وورشة عمل تفاعلية بين “الأريجيين” وضيوفهم بإشراف نخبة من أكفأ رواد الاستقصاء حول العالم. تغطّي عناوين الورشات عدّة تطبيقات حديثة في مضمار الاستقصاء، خصوصا أدوات التقصي الرقمية، معالجة البيانات وتصميمها، السرد القصصي البصري ومقاربة المصادر المفتوحة.
ويستضيف الأردن للمرة الحادية عشرة هذه التظاهرة السنوية الفريدة في سياق مؤسسي على مستوى المنطقة منذ عام 2006، تاريخ انطلاق الشبكة الإقليمية المتخصصة في نشر ثقافة “صحافة المساءلة” وقيمها في عمان.
ويشهد الملتقى أيضا اجتماعات ثنائية ومتعددة الأطراف برعاية منظمات دولية ناشطة في مجال التنمية ودعم الإعلام، خصوصا بين زملاء ينتمون إلى دول مزقتها الحروب والاضطرابات السياسية مثل اليمن، سوريا وليبيا؛ ذوات الجنسيات المقيدة يصعب حصول مواطنيها على تأشيرات سفر لغالبية دول العالم.
تتحدث كادولادر الحائزة عدّة جوائز عالمية في إحدى الجلسات الرئيسة عن دورها في كشف فضيحة فيسبوك-كامبريدج أناليتيكا التحليلية ومعركتها لحماية المجتمعات المدنية المفتوحة ضد نشر روايات مغايرة للوقائع والتلاعب الإلكتروني في عقول الناس وأفئدتها.
وتشرح الصحافية المستقلة التي تكتب لصحيفتي الغارديان والأوبزيرفر كيف استخدمت شركة الاستشارات السياسية في لندن “فيسبوك” كوسيلة لمراقبة الناخبين السياسيين ممن لم يحدّدوا خياراتهم التصويتية بعد للتأثير على مآلات اقتراعهم، من خلال جمع بيانات المستخدم في خرق واضح لقانون البيانات. وأضاءت الفضيحة المكتشفة الجانب المظلم لشبكات التواصل الاجتماعية وتأثيرها على الانتخابات الرئاسية الأمريكية (2016) وكذلك ما يسمّى باستفتاء “بريكست” الخاص بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
تقول كادولادر إن القوة “تكمن في يد من لديهم المعلومات والبيانات عنك. وتعد منصّات مثل (فيسبوك)، (جوجل) و (يوتيوب) أقوى من أي دولة قومية، ما يستدعي قلقنا جميعا”. وتضيف: “فنحن بيانات فردية ولكننا نملك خيار الإهتمام بذلك ومقارعة هذا النفوذ من خلال إيجاد طرق للمواجهة رغم صعوبة ذلك”.
تحقيقات كادوالادر كانت مسؤولة جزئيا عن استدعاء مارك زوكربيرغ أمام الكونغرس وتغريم فيسبوك عدّة مليارات من الدولارات. فازت هذه الصحافية بعشر جوائز ووصلت الى التصفيات النهائية لجائزة بوليتزر العالمية.
يتزامن عقد ملتقى أريج مع جدل متنامي حول التحديات التي تواجه صناعة الإعلام مثل التطرف، الاستقطاب وحجب المعلومات؛ خصوصا في المنطقة العربية، حيث تتلقّى وسائل إعلام تمويلها خلف ستار من أنظمة شمولية، أحزاب وتنظيمات متصارعة أو من رجال أعمال يسعون لامتطاء صهوة السياسية.
منذ نشأتها، درّبت أريج أزيد من 2500 صحافي/ة، أستاذ/ة إعلام وطالب/ة جامعي. كما أسهمت في تأسيس وحدات استقصاء في الأردن، تونس، فلسطين، اليمن، مصر ولبنان. وأشرفت أيضا على بث/نشر قرابة 600 تحقيق استقصائي، بعضها عبر فضائيات عربية ودولية مثل (بي.بي.سي)، (الجزيرة) الإنجليزية و (دويتشه فيليه) بالعربي و (العربي الجديد). بموازاة ذلك، تستخدم عدّة كليات إعلام عربية مساق أريج التدريسي.