شبكة “SIRAJ” تختتم أول دورة تدريبية حول الجندر والصحافة الاستقصائية بمشاركة 18 صحفي سوري
20 شباط 2017 – سراج
على مدى ثلاثة أيام، انخرط 18 إعلامي وصحفي سوري في ورشات عصفٍ ذهني حول “الجندر في سورية من منظور الصحافة الاستقصائية”، نظمتها وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية “SIRAJ” كأول دورة تدريبية تستهدف صحافيين سوريين مهتمين بتأصيل وترسيخ الصحافة الاستقصائية في سورية كأداة للمحاسبة والتوثيق.
وشارك المتدربون في جلسات نقاش تفاعلية وعملية حول مفهوم الجندر والجنس، والقوانين التي تنظم العلاقة داخل المجتمع، وحقوق وواجبات كلا الجنسين وكيفية العمل على تحقيقات استقصائية في مجال النوع الاجتماعي.
المدرّبة والقانونية، رهادة عبدوش، تقول: “ساعدت الورشة الإعلاميين على الوصول إلى النقاط الإشكالية في المجتمعات والعمل على نبش المشاكل والوصول إلى الحلول من خلال البحث والاستقصاء”، مشدّدةً على ضرورة اقامة ورشات متخصّصة في الصحافة الاستقصائية لتحقيق التكامل لدى المتدرّبين.
الورشة لاقت تفاعلاً كبيراً ونقاشاتٍ مطوّلة بين المتدرّبين الذين غاصوا في تفاصيل النوع الاجتماعي وكيفية استخلاص تحقيقاتٍ معمقة حوله ستطور لاحقا لتصبح منتج استقصائي.
تقول أماني عبده، صحفية ومعدّة برامج في راديو “سوريالي”: “استفدتً من الدورة بالتعرّف على القوانين التمييزية، وعلاقة القوانين بالظواهر الاجتماعية التي غالباً ما تكون المرأة والطفل ضحايا فيها بالإضافة إلى القدرة على استخلاص أفكار لتحقيقات استقصائية”.
نوار المير، وهي صحافية من دمشق، اكدت أنها اطلعت على النصوص القانونية باعتبارها مفاتيحاً لمواضيع التحقيقات الاستقصائية. وبالنسبة لها فإن “المعلومات التي تعلّمتها في الدورة أدّت إلى تبلور الأفكار واتضاح تفاصيل كنت قد أغفلتها سابقاً ولم أعطيها الاهتمام الكافي، وخاصة تلك المتعلقة بالتمييز في المجتمع”.
أما طالب غنّوم، وهو صحفي سوري في السويد، يقول: “بات بمقدوري التمييز ما بين الجندر والجنس، لكسر الصورة النمطية للذكر والانثى، بالإضافة للتعرف على كثير من مواد قانون الأحوال الشخصية وقانون العقوبات المعمول بهما في سوريا”.
وبيّنت رويدة كنعان، مقدّمة برامج في راديو “روزنة”، أنها استفادت من المعلومات والنقاشات القانونية السورية، والتي كانت “كارثية”، وفق رأيها، وأن النقاشات والتمارين العملية جعلتها تفكر في مقارنة القوانين المنتهكة للنساء بين كل مناطق سورية.
وقال كدر أحمد، وهو صحافي من مدينة عين عرب “كوباني”، إنه استفاد من الورشة في التعمّق بمفهوم الجندر كهوية اجتماعية، والاختلاف بين الجندر والجنس والأدوار الاجتماعية وتمثيلاتها للمرأة والرجل، مضيفاً: “كنت سعيداً في التعرّف على زملاء صحافيين سوريين”.
وذكرت كندا حواصلي، صحفية مستقلة في اسطنبول، أن دور الصحافة الاستقصائية في الإشارة إلى موضوع الخلل والتنبيه له في قضايا الجندر، وتابعت: “أتمنى أن تتحول هذه الورشات إلى دورات تدريبية تخصصية تمتد لفترة أطول ، كونها تقدّم مادة علمية ثرية، تتجاوز حدود المكان وتجمع السوريين من أماكن مختلفة في فضاء افتراضي تعليمي ليتعاونوا ويتناقشوا لما فيه منفعة سورية والسوريين.
وقال جلال زين الدين، وهو أحد المتدربين من فرنسا، إن فكرة الجندر جريئة وجديدة على المجتمع السوري ويجب العمل على زيادة الوعي الاجتماعي والتعريف بالقوانيين، التي تفتح الباب لعمل تحقيقات استقصائية اجتماعية مهمة تسلط الضوء على المعاناة الحقيقية.
يارا توما، صحفية من دمشق، تقول “أعوّل كثيراً على الدورة في الربط بين الأشخاص الذين يعملون على الأرض ضمن هذا المجال وبين الإعلاميين وخاصة الاستقصائيين، الذين يفترض أن ينقلوا أصواتهم وأصوات النساء اللواتي تعانين من التمييز أو العنف”.
بدوره أنس الدمشقي، صحافي في الغوطة الشرقية اكد أنه أصبح ملمّاً بتعريف الجندر كونه يتعرّف على هذا المصطلح للمرّة الأولى، وأدرك أهميته في الصحافة الاستقصائية وحاجة المجتمع إليه ولا سيما خلال هذه المرحلة.
وتعمل وحدة التحقيقات الاستقصائية السورية “SIRAJ” بعد إطلاقها من ائتلاف يضم 35 صحفي سوري متخصص واكاديمي على نشر ثقافة الاستقصاء في سورية، عبر تدريب الصحفيين والناشطين على إنتاج تحقيقات استقصائية مكتوبة ومتلفزة بدعم وتمويل من الوحدة.
للمزيد www.sirajsy.net