أربعة أمور لا تنطبق على الصحافة الاستقصائية
IJNET: كيفية استغناء قناة سي إن إن عن وحدة الصحافة الاستقصائية الخاصة بها، في الوقت الذي قامت بإضافة صور مجسّمة للصحفيين عبر تقنية (hologram) تشكّل آخر الأمثلة التي تظهر كيف تقلّل وسائل الإعلام الإخبارية من شأن الصحافة الاستقصائية.
هذه الفقرة الجديدة في “ذا ديلي شو مع جون ستيوارت”، وعلى الرغم من كونه برنامجاً كوميدياً، إلاّ أنها تظهر حقيقة النقص في رؤية واستشفاف الصناعة الإعلامية لأهمية وجود الصحافة الاستقصائية ضمنها.
في الحدث الأخير لمركز المساندة الإعلامية العالمي (سيما) في واشنطن، ساعد الصحفي الاستقصائي المخضرم دايفد كابلن في تعريف هذا النوع من الممارسة الصحفية، عبر تقديم شرح أوّلي حول ما لا ينطبق على الصحافة الاستقصائية:
الصحافة الاستقصائية ليست صحافة التسريبات
“استلام أحد الملفات من أحد المصادر الرسمية ذي النفوذ، ثم إعادة كتابته ونشره في اليوم ذاته لا يقع في خانة الصحافة الاستقصائية،” كما عبّر كابلن، مدير شبكة الصحافة الاستقصائية العالمية وكاتب الصحافة الاستقصائية العالمية: استراتيجيات الدعم، وهو تقرير يعرض 106 من المؤسسات الصحفية الاستقصائية غير القابلة للربح حول العالم. ويُعدّ كدليل للممارسات المستدامة ويقدّم استمارة بيانات تغوص عميقاً في تمويل هذه المنظمات التي لا تبغي الربح، بالإضافة إلى الشرح حول هيكليتها.
الصحافة الاستقصائية ليست صحافة التخصص
“يعتقد بعض الصحفيين أن كلّ الصحافة الجيدة هي صحافة استقصائية،” بحسب كابلن. إلاّ أن الصحافة الاستقصائية تتطلّب المزيد من البحث بعمق. “يقوم صحفيو التخصص باستخدام التقنيات الاستقصائية، إلاّ أن ذلك لا يدفع الاثنان إلى الترادف في المعنى والمضمون”، كما أكّد كابلن.
الصحافة الاستقصائية ليست صحافة ناقدة
تأخذ التحقيقات الاستقصائية الكثير من الوقت، فتتطلب أسابيع أو أشهر أو حتى سنوات. “من الممكن أن تتضمّن الصحافة الاستقصائية الكثير من عناصر النقد. وإن قمت بكتابة مقال ما يتطلّب منك المزيد من البحث والتنقيب والنقد فإن ذلك لا يعني أنّك قدمت عملاً استقصائياً،” بحسب كابلن.
الصحافة الاستقصائية ليست التغطية الصحفية المختصّة بالجرائم والفساد
تعريف الصحافة الاستقصائية كصحافة الجرائم والفساد يحدّ من نطاق السبق الصحفي، على الرغم من اعتقاد كابلن أن هناك بعض التقاطع في هاتين الفئتين. وبحسب قوله: “لكن الصحافة الاستقصائية الجيّدة تركّز على مواضيع التعليم، واستغلال السلطة، والتهافت على الأموال، وقصص الأعمال الرائعة. ولمجرد تغطية الصحفي المختص لمواضيع الجرائم والفساد وملاحقة آخر تطوّراتها، فذلك لا يعني أنه يستخدم أدوات الصحافة الاستقصائية.”
بالتالي ما هي الصحافة الاستقصائية؟
يقول كابلن أنها نهج منظّم لحدْس، يتطلّب الغوص في العمق، والبحث الفعلي الذي يقوم به الصحفي بنفسه، بالإضافة إلى التغطية الصحفية. يتناول طريقة علمية في البحث، معتمدة على وضع فرضية واختبار مدى صحتها، والتأكّد من الحقائق المحاطة بهذه الفرضية، ونبش الأسرار المغمورة، ووضع ركائز العدالة الاجتماعية والمساءلة، بالإضافة إلى الاستخدام المفرط للتسجيلات المعلنة وعادةً ما تكون على شكل بيانات.
أشار كابلن نهايةً إلى اقتباس عن جوردانا جانكوفيك من مؤسسات المجتمع المفتوح، والذي من شأنه أن يلخّص هذه الممارسة الدقيقة: “أنت بحاجة لصحفيين قادرين على إيجاد الصلة وإيجاد العلاقة التي تربط بين الأحداث. أنت بحاجة للمصادر والموارد لإيجاد وفضح ما هو غير مكشوف عن قصد.”
لمشاهدة البث الحيّ للحدث الذي أقامه مركز سيما، انقر هنا.