Lorem ipsum dolor sit amet, consectetur adipiscing elit

3 ٪ من أحراج سوريا أصبحت رماداً… ماذا تخبرنا أيضاً صور الأقمار الصناعية؟

عاينت “الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية – سراج” صور الأقمار الصناعية لمنطقة جبل التركمان، أظهرت الصورة تآكل مساحات هائلة من الأحراج والغابات في المنطقة إثر الحرائق في الساحل السوري، الصور التقطت خلال الفترة ما بين 30 حزيران/ يونيو و10 تمّوز/ يوليو، وترصد العديد من القرى، التي نزح أهاليها من منازلهم جرّاء الدمار والخوف من الحرائق.

تواصل فرق الدفاع المدني السوري بمساندة فرق إطفاء تركية وأردنية ولبنانية وعراقية وقطرية، لليوم الثاني عشر على التوالي( 14 تمّوز/ يوليو 2025) جهودها لإخماد النيران التي أتت على مساحات حرجية واسعة في الساحل السوري.

وكان وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح، أعلن مساء السبت، 12 تمّوز/ يوليو، عبر موقع “إكس”، تمكّن فرق الإطفاء “من وقف امتداد النار على كافّة المحاور”، واتّجاه “الأوضاع نحو السيطرة ومن ثم الانتقال لعمليّات التبريد الشامل”.

وبحسب تقديرات لمبادرة الزراعة المستدامة والتنمية الريفية (SARD) نُشرت اليوم، 14 تمّوز/ يوليو، فقد طالت تأثيرات الحرائق في محافظة اللاذقية ما بين 3,500 و5,000 شخص، اضطرّ عدد منهم للنزوح. كذلك، أتت النيران على ما يقارب 100 كيلومتر مربّع من الغابات والأراضي الزراعية، وهو ما يزيد، بحسب “سارد”، على 3% من غطاء الغابات في البلاد.

ازداد القلق في صباح يوم السبت، 12 تمّوز/ يوليو، حين امتدّت ألسنة اللهب إلى مداخل مدينة كسب في الساحل السوري، لتهدّد واحدة من أجمل مدن الاصطياف السورية، والقريبة من غابات الفرنلق السورية. ورغم كلّ الجهود المبذولة من فرق الإطفاء على مدار الأيّام العشرة  الماضية، لم يمنع ذلك النيران من التقدّم، قاطعة مسافة تزيد على 35 كيلومتراً من ناحية قسطل معاف، وصولاً إلى حدود مدينة كسب.

كيف تبدو الكارثة من الجوّ؟

لمعرفة حجم الكارثة، عاينت “الوحدة السورية للصحافة الاستقصائية – سراج” صور الأقمار الصناعية لمنطقة جبل التركمان، التي أظهرت تآكل مساحات هائلة من الأحراج والغابات في المنطقة، خلال الفترة ما بين 30 حزيران/ يونيو و10 تمّوز/ يوليو، إضافة إلى نزوح مئات الأهالي من القرى الموجودة هناك، جرّاء الدمار والخوف من الحرائق.

صور بتاريخ 30 حزيران/ يونيو – 10 تمّوز/ يوليو للحرائق في جبل التركمان – قمر سينتينيل – وكالة الفضاء الأوروبية.

صور بتاريخ 30 حزيران/ يونيو – 10 تمّوز/ يوليو للحرائق في جبل التركمان – قمر سينتينيل – وكالة الفضاء الأوروبية

وبالاقتراب أكثر، تؤكّد صور الأقمار الصناعية من منطقة قسطل معاف حجم الدمار الذي سبّبته الحرائق للغطاء النباتي والغابات في المنطقة. إذ خلال الفترة ما بين 30 حزيران/ يونيو و10 تمّوز/ يوليو، التهمت النيران معظم مساحة الغابات والأحراج المحيطة ببلدة قسطل معاف، ليتلاشى الغطاء الأخضر المحيط بالبلدة بسرعة هائلة عند مراقبته من الجوّ، ويتحوّل إلى رماد.

صور بتاريخ 30 حزيران/ يونيو – 10 تمّوز/ يوليو للحرائق في منطقة قسطل معاف – قمر سينتينيل – وكالة الفضاء الأوروبية

كما تُظهر صور الأقمار الصناعية المأخوذة حديثاً، اقتراب الحرائق من بلدة كسب في ريف اللاذقية الشمالي، على بعد 17 كيلومتراً تقريباً شمال بلدة قسطل معاف.

صورة بتاريخ 10 حزيران/ يونيو وتُظهر تمدّد الحرائق من منطقة قسطل معاف نحو بلدة كسب في ريف اللاذقية – قمر سينتينيل – وكالة الفضاء الأوروبية  

 

أما في قرية وادي باصور، التابعة لمنطقة الحفّة، في ريف محافظة اللاذقية، فقد أدّت الحرائق إلى دمار هائل في الغابات، إضافة إلى انفجار بعض مخلّفات الحرب والذخائر غير المنفجرة خلال عمليّات إطفاء الحرائق بواسطة “الدفاع المدني السوري”، ما عرّض حياة فرق الإنقاذ للخطر، خصوصاً أن المنطقة كانت لسنوات طويلة خطّ جبهة ومواجهات عسكرية، ويوجد فيها العديد من مخلّفات الحرب مثل الألغام.

وتوثّق صور حديثة من الأقمار الصناعية، التُقطت ما بين 30 حزيران/ يونيو و10 تمّوز/ يوليو، حجم الخسارة الكبيرة في الغابات في قرية وادي باصور، حيث التهمت النيران كامل محيط القرية من الأحراج والأشجار الخضراء ودفعت بالعديد من الأهالي إلى النزوح.

صور بتاريخ 30 حزيران/ يونيو – 10 تمّوز/ يوليو للحرائق في منطقة وادي باصور – قمر سينتينيل – وكالة الفضاء الأوروبية

تظهر فيديوهات وصور حصرية لـ “سراج” التقطها المراسلون من الجوّ،  الحرائق في منطقة جبل التركمان، والتراجع في المساحات الخضراء التي دمّرتها ألسنة اللهب على مدار اثني عشر يوماً حتى الآن.

فيديو للحرائق في منطقة جبل التركمان في ريف اللاذقية – 10 تمّوز/ يوليو – تصوير: أحمد حاج بكري (سراج)

بمعاينة النشاط الجوّي في منطقة الحرائق في ريف اللاذقية، نلاحظ تحليقاً مكثّفاً  للطائرات التي أرسلتها الحكومة التركية لدعم جهود إطفاء الحرائق في الساحل. وتُظهر صور النشاط الجوّي إجراء طائرة تابعة للمديرية العامّة للغابات في تركيا، وتحمل رقم تسجيل OR2027، طلعات متكرّرة فوق مناطق الحرائق.

بيانات حركة الطائرة OR2027 التابعة لمديرية الغابات التركية في ريف اللاذقية – فلايت رادار

 

صورة للطائرة OR2027 التابعة لمديرية الغابات التركية – .Jet Photos/Kayra D

 

كما تُجري طائرة هليكوبتر تابعة للمديرية العامّة للغابات في تركيا، طلعات دائرية مستمرّة حول مناطق الحرائق في جبل التركمان. وتحمل الطائرة رقم تسجيل OR3126 وهي من نوع Bell 429 GlobalRanger. ويشتهر هذا النوع من الطائرات بسرعة الحركة، ويُستخدم بشكل واسع في عمليّات الإنقاذ والكوارث مثل حرائق الغابات.

بيانات حركة الطائرة OR3126 التابعة لمديرية الغابات التركية في ريف اللاذقية – فلايت رادار

 

صورة للطائرة OR3126 التابعة لمديرية الغابات التركية – Jet Photos/doguegev

 

إضافة إلى الطائرتين السابقتين، تنشط عدّة طائرات أخرى تابعة للمديرية العامّة للغابات في تركيا، وتحمل أرقام تسجيل OR2024 وOR2028 وOR2029، وجميعها من طراز الطائرات التي تُستعمل في عمليّات الإنقاذ والتعامل مع الحرائق.

بيانات حركة الطائرة OR2024 التابعة لمديرية الغابات التركية في ريف اللاذقية – فلايت رادار

 

صورة للطائرة OR2024 التابعة لمديرية الغابات التركية – Jet Photos/Deniz Zeytinoglu

 

بدورها وبعد إعلان الحكومة القطرية على لسان وزير الداخلية الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني، عن إرسال خمس طائرات تحمل حوّامات خاصّة، و138 عاملاً متخصّصاً في مجال الكوارث، ترصد بيانات الملاحة الجوّية وصول ناقلة عسكرية تحمل رقم LHOB293 تابعة للقوّات الجوّية الأميرية القطرية إلى مطار حلب الدولي، ومن ثم توجّهها مرّة أخرى إلى الدوحة والعودة إلى حلب، فيما يبدو أنها رحلات لنقل المعدّات والكوادر البشرية المشاركة في عمليّات الإطفاء.

بيانات حركة الطائرة LHOB293 التابعة للقوّات الجوية القطرية من وإلى مطار حلب الدولي – فلايت رادار

 

صورة للطائرة LHOB293 التابعة للقوّات الجوية القطرية – Jetphotos/OTKENSPOTTER

 

وفي ضوء الدمار الكبير الذي تسبّبت به حرائق الساحل السوري على مدى الأيّام الماضية، اعتبر الوزير الصالح أن هذه الحرائق “تحمل دلالات خطيرة على تهديد أزمة الجفاف لسوريا”، ما دفع وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث إلى عقد اجتماع تنسيقي موسّع، يوم الأحد 13 تمّوز/ يوليو بـ”التعاون مع عدد من الوزارات بينها الزراعة، والإدارة المحلّية والبيئة، والطاقة، والاتّصالات، يضمّ ممثّلي منظّمات محلّية ودولية، بهدف بلورة إطار وطني متكامل للاستجابة” لهذه الأزمة “الأشدّ منذ أكثر من ستّة عقود”.

وقد شملت الخطوات المقترحة، كما جاء في منشور للصالح على منصّة “إكس”: “تأسيس لجنة وطنية متعدّدة القطاعات، وإنشاء صندوق وطني للكوارث الطبيعية، وإطلاق منظومة إنذار مبكر متعدّدة المصادر، بالإضافة إلى تطوير سيناريوهات و خرائط تدخّل ميدانية، ومنصّة معرفية تشاركية تسهم في توحيد الجهود وتعزيز الجاهزية المؤسّسية”.


اترك تعليقًا

التسجيل غير مطلوب



بقيامك بالتعليق فإنك تقبل سياسة الخصوصية

لا يوجد تعليقات